2025-09-24 04:47:27
لم يعد فوز أرسنال بنتيجة 3-2 على ليفربول مجرد صعود إلى صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز، بل تحولاً نوعياً في هوية الفريق تحت قيادة المدرب ميكل أرتيتا. لقد نجح أرتيتا في إضافة صلابة نفسية وتفاؤل ملحوظ إلى أسلوب الفريق الهجومي الجذاب، مما جعل أرسنال لأول مرة منذ سنوات مرشحاً حقيقياً لنيل لقب البريميرليغ.
لطالما عُرف أرسنال بأنه أحد أكثر الفرق إثارة في الدوري الإنجليزي، لكنه كان يعاني من هشاشة ذهنية واضحة وانهيارات متكررة أمام الفرق الكبيرة. لكن هذا الموسم يروي قصة مختلفة تماماً. في مواجهة ليفربول بقيادة يورغن كلوب – الذي نافس مانشستر سيتي على اللقب حتى الجولة الأخيرة الموسم الماضي – أظهر أرسنال مرونة غير مسبوقة، حيث استعاد تقدمه مرتين بعد تعادل ليفربول ليضمن الفوز الثمين.
هذه ليست مجرد صدفة، بل نمط متكرر من العزيمة. ففي المباريات الأربع الأخيرة على أرضه، تأخر أرسنال بالنتيجة أو قبل أهداف تعادل، لكنه استطاع قلب النتائج لصالحه أمام فولهام وأستون فيلا وتوتنهام، قبل أن يكمل سلسلة انتصاراته بلقاء ليفربول. كما قال أرتيتا: “رأيت فريقاً يمتلك شخصية قوية تظهر في اللحظات الحاسمة”.
ما يميز هذا الفريق هو مزيج الشباب والثقة. بمتوسط عمر 24 عاماً للتشكيلة الأساسية، يبرز شباب مثل غابرييل مارتينيلي وبوكايو ساكا (21 عاماً) الذين يحملون مسؤوليات كبيرة. ساكا على وجه الخصوص، الذي أهدر ركلة الترجيح الحاسمة في نهائي يورو 2020، عاد ليثبت قوته النفسية بتسديده ركلة الجزاء الحاسمة أمام ليفربول.
ولا يمكن إغفال دور الجماهير في هذا التحول. ملعب الإمارات، الذي كان يُنتقد سابقاً لهدوئه ومغادرة المشجعين مبكراً، تحول إلى قلعة صامدة. الجماهير وقفت تدعم الفريق حتى بعد أهداف ليفربول، مما خلق بيئة محفزة ساهمت بشكل مباشر في انتصارات الفريق الست على أرضه هذا الموسم.
هذا التلاحم بين الفريق والجماهير يخلق قوة دافعة غير مسبوقة. كما عبر أرتيتا: “لا يمكنك تخيل مقدار الدعم الذي يمنحه الجمهور للاعبين”. هذا الاتحاد هو ما يجعل تجربة الذهاب إلى ملعب الإمارات مختلفة هذا الموسم، حيث أصبح الجميع يشعرون أنهم جزء من مشروع كبير يعيد أرسنال إلى مكانته الطبيعية بين الكبار.
