2025-08-01 14:02:01
أعلنت شركة الملابس الرياضية العالمية “أديداس” تراجعها عن التعاون مع العارضة الأمريكية ذات الأصول الفلسطينية بيلا حديد، بعد تعرضها لضغوط شديدة من جماعات يهودية داعمة لإسرائيل. وجاء هذا القرار بعد أن اختارت الشركة حديد كوجه إعلاني لحملتها التسويقية “SL72″، التي تهدف إلى إحياء ذكرى التصاميم الرياضية التي ظهرت لأول مرة خلال دورة الألعاب الأولمبية في ميونخ عام 1972.
الحملة الإعلانية تثير الجدل
كانت أديداس قد أطلقت حملتها الجديدة للترويج لأحذيتها الرياضية الجديدة قبل دورة الألعاب الأولمبية في باريس، مستذكرةً فيها الخطوط الرياضية التي ظهرت في أولمبياد ميونخ 1972. إلا أن اختيار بيلا حديد كوجه للحملة أثار غضبًا واسعًا بين الجماعات اليهودية، حيث ربط البعض بين دعمها العلني للقضية الفلسطينية وأحداث ميونخ 1972، التي شهدت عملية احتجاز وقتل 11 رياضياً إسرائيلياً على يد مجموعة فلسطينية.
اتهامات بمعاداة السامية ورد فعل أديداس
تصاعدت الانتقادات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اتهمت بعض الحسابات اليهودية بيلا حديد بـ”معاداة السامية” بسبب مواقفها المؤيدة لفلسطين. كما نشر حساب “إسرائيل” على منصة “إكس” (تويتر سابقًا) بيانًا قال فيه: “أديداس اختارت بيلا حديد، وهي عارضة نصف فلسطينية لديها تاريخ في نشر خطاب معادٍ للسامية، كوجه لحملة تستذكر مذبحة ميونخ”.
وردًا على هذه الضغوط، أعلنت أديداس اعتذارها عن أي “انزعاج” قد يكون سببه اختيار حديد، مشيرةً إلى أن الارتباط بين الحملة والأحداث التاريخية لم يكن مقصودًا. كما قامت الشركة بحذف جميع المنشورات المتعلقة بالعارضة من حساباتها الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي، رغم أن صورتها ظهرت بالفعل على لوحات إعلانية ضخمة في نيويورك.
تأكيد أديداس على “الرياضة كقوة موحدة”
في بيان رسمي، أكدت أديداس أنها “تؤمن بالرياضة كقوة موحدة للعالم”، وذكرت أنها ستواصل دعم التنوع والمساواة في جميع حملاتها المستقبلية. كما أعلنت الشركة أنها ستقوم بمراجعة بقية تفاصيل الحملة لتجنب أي التباس أو إساءة محتملة.
من جانبها، لم تصدر بيلا حديد أي تعليق رسمي على القرار، ولا تزال تحتفظ بصور الحملة على حسابها الشخصي. ويُذكر أن حديد، ابنة رجل الأعمال الفلسطيني محمد حديد، معروفة بدعمها الثابت للقضية الفلسطينية، وهو ما جعلها هدفًا دائمًا لانتقادات الجماعات المؤيدة لإسرائيل.
تداعيات القرار وتأثيره على سمعة العلامة التجارية
يُعتبر قرار أديداس مثالًا جديدًا على تأثير الضغوط السياسية على الشركات العالمية، خاصةً في ظل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي المستمر. في حين يرى البعض أن الشركة استسلمت لضغوط غير مبررة، يعتبر آخرون أن القرار كان ضروريًا لحماية سمعتها التجارية في الأسواق الدولية.
يبقى السؤال الأكبر: هل ستستمر العلامات الكبرى في الخضوع لمثل هذه الضغوط، أم أنها ستتبنى مواقف أكثر شجاعة في دعم القضايا الإنسانية بغض النظر عن التبعات السياسية؟