2025-08-01 14:26:11
رغم الأداء المتميز للحكام المصريين في البطولات القارية، لا سيما في كأس أمم أفريقيا الأخيرة بساحل العاج، إلا أن المشهد المحلي يقدم صورة مغايرة تماماً حيث تتصاعد الانتقادات ضد مستوى التحكيم في الدوري المصري.
نجاحات قارية تثير التساؤلات
شارك ثلاثة حكام مصريين في كأس أمم أفريقيا 2023 وهم محمد معروف وأمين عمر ومحمد عادل، حيث قدموا عروضاً تحكيمية متميزة، بما في ذلك المباراة الافتتاحية التي أدارها عمر بمهارة لافتة. هذا النجاح القاري يطرح تساؤلات كبيرة عن أسباب التراجع الواضح في الأداء على المستوى المحلي، حيث تشتكي الأندية الكبرى مثل الأهلي والزمالك بشكل متكرر من الأخطاء التحكيمية.
أزمات متكررة وإقالات متتالية
وصلت أزمة التحكيم المصري إلى ذروتها مع إقالة عصام عبد الفتاح رئيس لجنة الحكام السابق، بعد اتهامات بـ”قانون الاحتواء” المزعوم لصالح الأندية الكبيرة. كما شهدت اللجنة تجربة فاشلة مع الخبير الإنجليزي مارك كلاتنبرغ الذي تعرض لهجوم شرس من الأوساط التحكيمية المحلية قبل أن يقدم استقالته وسط ظروف مثيرة للجدل.
حلول أجنبية ورفض محلي
في محاولة للإصلاح، عين الاتحاد المصري البرتغالي فيتور بيريرا رئيساً للجنة الحكام، لكنه واجه مقاومة شرسة من بعض الأوساط التحكيمية المحلية التي تحاول الحفاظ على نفوذها. وتشير التقارير إلى أن بيريرا يواجه حرباً إعلامية من قبل بعض الحكام والمسؤولين السابقين الذين يرفضون سياساته الإصلاحية.
تاريخ عريق وأزمة مستمرة
يذكر أن التحكيم المصري يمتلك تاريخاً عريقاً في المنطقة العربية والأفريقية، حيث كان الحكم يوسف محمد أول حكم عربي يشارك في كأس العالم 1934. لكن هذا الإرث الكبير لا يبدو كافياً لحل الأزمة الحالية التي تتطلب إصلاحات جذرية في الهيكل التحكيمي المصري.
تبقى الأسئلة الكبرى حول أسباب هذه الأزمة المستمرة ومستقبل التحكيم المصري مفتوحة، في ظل تنامي السخط الجماهيري وتصاعد الأخطاء التي تهدد مصداقية البطولة المحلية.